المهدية : اقتحام بوليسي لمدرسة ابتدائية و اعتقال مُعلم أمام تلاميذه
فضيحة
اعتقال معلم من داخل قسمه … حكومة الشاهد تغرق في الاستبداد والقمع:
اعوان من وزارة الداخلية يقتحمون مدرسة ابتدائية في المهدية ويعتقلون ال معلم المجاهد البكوش من اداخل قسمه … بسبب تعبيره عن رايه في الفيس بوك ونشره لشريط فيديو يوثق لاغتداء امنيين على رجل وزوجته وابنه في الطريق العام… يترافق ذلك مع حاذثة مقتل الشاب المغترب ايوب بن فرج تحت التعذيب في مركز ببراكة الساحل …. اين وزير الداخلية ؟ اين وزيب التربية ؟ اين اتحاد الشغل ؟
اين رئيس حكومة القمع يوسف الشاهد ؟
انها سياسة منظمة اطلق فيها الشاهد قوات الشرطة والحرس لقمع المواطنين وتخويفهم وترويعهم مثلما اطلق يد قضاء التعليمات لاعتقال المدونين المعارضين واصدار احكام جائرة في حقهم.
كتب المجاهد البكوش مخبرا عما تعرضله من اهانات وهتك لحريته قال :
“… مشهد العراك من بعيد يبدو كأنه اعتداء على دورية مرورية مما جعلني استحضر حادثة بنزرت المتمثلة في اعتداء شاب على عون مرور و صبر الاخير على ظلمه و قد وثق الحادثة مواطن بهاتفه الجوال و هو ما ساهم في خلق موجة تعاطف مع الامنيين و رفض شعبي للاعتداء عليهم و قد كرم ذلك العون من قبل وزير الداخلية و احتفي به في الاعلام لرد الاعتبار له في لفتة جميلة .
لهذا لم اتردد في توثيق الحادثة الا ان المفاجئ هو ما ظهر في الفيدو و هو متروك للقضاء ليفصل فيه بين طرفي النزاع . اما ما يخصني فكنت منسجما مع نفسي و مبادئي عندما نشرت الفيديو من منطلق رفضي لاستعمال العنف من اي طرف كان و خاصة و نحن نؤسس لجمهوريتنا الثانية و طموحنا لازال كبيرا لترسيخ ثقافة القانون فوق الجميع . المهم نشرت الفيديو ويبدو فيه اعوان الامن يمارسون عنفا غير مبرر على رجل و زوجته امام ابنهما و انا أأكد لكم ان تفطن العون لي و انا أصور هو ما دفعه الى العودة الى رشده و التزام تطبيق القانون و الكف عن ممارسات قطاع الطرق و الباندية مع العلم انني لم اعرف الشخص المعتدى عليه الا في اخر الاحداث ثم لم يكن يعنيني من هو . و لا يمكن ان أخفي حرصي على التشهير بكل من يمارس العنف مهما كان . فهل تشفع لي تلك القناعة نشر الفيديو على شبكة التواصل الاجتماعي ؟ . حقيقة كان نشر الفيديو واجبا اخلاقيا لم اتردد لحظة في القيام به دون التفكير في استتباعات ذلك لان فضح هكذا ممارسات نوفمبرية قمين بقبول ضريبته مهما كانت مكلفة . و لسائل ان يسأل : و ما الغاية ؟ . اقول ان تعاطف الناس مع الامني المعتدى عليه قلص الهوة بين الشعب و الامنيين و ان هذا الفيديو سيكون له ذات الاثر لانه سيذكر الامنيين بأخطائهم فيصلحوا من أمرهم . أما خطاب اتركوا الأمنيين يعملون دون مضايقات فهو خطاب سطحي يعيدنا الى عهود الاجهزة القمعية التى تعمل بعقلية العصابات اي دون ضوابط او محاسبة و هذا ما لم يعد يقبله عاقل .
النتيجة استدعاء لفرقة الابحاث في المهدية و ذلك يوم الخميس 14 فيفري فكنت في الموعد الا ان رئيس فرقتها و قبل ان يعرف هويتي عاملني بطريقة فجة و بعبارات سوقية فضلا عن سب الجلالة و لحسن الحظ تدخل عون ثاني و طلب مني العودة يوم السبت لانشغالهم بقضية كبيرة حسب قولة فغادرت مقر الفرقة و في نفسي شعور بالضيق بسبب هذه البذاءة المجانية فكتبت هذه التدوينة : اعوان مرتبكون يصطنعون الصرامة و هم خواء الا من رحم ربي و هم قلة .. و كنت أقصد رئيس الفرقة تلميحا لا تصريحا . و نفس الوقت كنت ابحث عن مبررات لتلك السلوكات الفجة . يوم الجمعة باشرت عملي الممتد من الثامنة حتى الواحدة بعد الزوال و عند الساعة 11و 35 دقيقة يأتيني السيد المدير ليعلمني ان سيارة بها اشخاص بلباس مدني يطلبون لقائي لأمر عاجل و لا يحتاج أكثر عشر دقائق و قال انهم من فرقة الابحاث فذهب ظني انهم سيسلمونني استدعاء او ما شابه الا اني لم اكن ارغب في مغادرة القاعة فطلبت من المدير ان يقترح عليهم اجراء اللقاء في مكتبه فدعم الفكرة و ذهب اليهم فوافقوا في البداية دخلوا المكتب و من ما ان عاد المدير ليطلعني بالامر و اذهب لملاقاتهم حتى عادوا الى السيارة ” ستافات ” في باب المدرسة و طلبوا منا موافاتهم بالباب . لان الامر لا يستحق اكثر من دقائق . ذهب المدير الى مكتبه بينما توجهت انا اليهم لكن كنت حريصا على عدم الخروج من الباب و ما ان اقتربت منهم حتى فتحت كل الابواب و ظهرت بين ارجلهم هراوات و في ايديهم اجهزة و بخاخات رذاذ الفلفل و احاطني احدهم بذراعه و طلب مني الخروج و الدخول الى السيارة . فهمت انهم كانوا ينوون بي شرا و ان احتمائي بحرمة المدرسة سوف لن تحول دون هدفهم . و تجنبا لما قد يحدث من اعتداء جسدي علي امام التلاميذ و بعض الاولياء ثم لانهم لم يتركوا لي خيارا اخر رغم اني اعلمتهم ان تلامذتي في القسم و سيارتي في الساحة الا انهم دفعوني الى خارج الحرم المدرسي و أجبروني على ركوب السيارة التي تبين فيما بعد انها تحمل لوحة منجمية اجنبية ثم انطلقوا بسرعة جنونية و ما ان ابتعدنا قليلا حتى بدأت الشتائم و التهديدات بالضرب و كانت يد رئيس الفرقة كل مرة تشارف لمس وجهي و هو يحاول ضربي بينما كان يقود السيارة و لاني التزمت الصمت لانه تبين عندي ان الامر لا يتعلق بجرم او بقضية يستوجب او تستوجب عقابا مستحقا و انما انا ازاء جماعة تتصرف كما يتصرف السيد في خرفان ضيعته بلا ضوابط و بلا حدود فاخترت الاستعداد للأسوإ و تركته غارقا في بذاءته التي لم تسلم منها امي و لا زوجتي و لا أختي بل تفنن في استحضار ابشع و احقر اساليب التعذيب و التنكيل متوعدا لي بنهاية اسبوع رهيبة ( أستحي من استعمال معجمه لانه لا يليق بي كمربي و كفرد من عائلة محافضة ) تركته و شردت في شرق المتوسط لعبد الرحمان منيف ثم عاد بي الزمن الى 8 مارس 2008 و اعتقال مشابه بسبب وقفة تضامنية غير مرخص فيها مع اطفال غزة ( حقيقة لم تكن بمثل هذا الرعب ) .. كنت مرتديا ميدعتي و نحن نصعد الى الطابق الثاني بينما كان يسب الجلالة و يقول كلاما لم افهمه و عندما دفعني بقوة من الخلف ثم جذب الميدعة و هو يقول : ” نحي علي رب هالطبلية ” قلت له و انا انزعها حتى لا يمزقها ” معقداتك هالطبلية ” فزادت ثائرته التي سرعان ما هدأت و تبدل لون وجهه ما أن رن جرس هاتفه و وصلته مكالمة ممن وضع ربما حدا لصلفه و جبروته و ظلمه …
الايقاف دام قرابة الاربع ساعات و عينت لي جلسة يوم 5 مارس 2019
أما في ما يتعلق بردود الافعال فانا بصراحة لم اكن اعول عليها و انا امارس قناعاتي و لكن لا انفي وجود شرفاء بين اقاربي و اصدقائي و زملائي في التعليم بصنفيه و من نشطاء المجتمع المدني الذين نفتخر بهم على الدوام . و بالنسبة لنقابتنا العامة أعرف ان الظرف صعب و انها تجود بما عندها و نحن لا نحمل نفسا الا وسعها .
و لذاك الغر أقول : سأدافع عن حقي و حق كل مربي انا اشترك معه في المهنة و سأقاضيك حتى لا تكون ضيعة لمحروس و حتى يكون مستقبل تلاميذي أجمل من واقع مازلت انت احد نقاطه السوداء .
المربي الاستاذ : المجاهد البكوش .